يشكل “مركز الاستقبال والرعاية الاجتماعية للأشخاص بدون مأوى” لوادي أمليل في حقيقة الأمر أكثر من مجرد مبنى استقبال، ليصير سقفا متينا وملاذا آمنا، يوفر لهؤلاء المحرومين ظروف إيواء كريمة، ويحفظ كرامتهم الإنسانية.

 

بهذه المعاني، يجسد هذا المركز، الذي تم إحداثه تخليدا للذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة سنة 2015 بغلاف مالي يبلغ 3.000.000,00 درهم وبمساهمة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمبلغ 2.750.000,00 درهم، بنسبة 92 %، العناية الفائقة التي توليها المبادرة في إطار برنامج مراكبة الأشخاص في وضعية هشاشة، بهدف تقديم الإيواء المؤقت والإسعاف الطبي والنفسي والاجتماعي للأشخاص في وضعية الشارع، إضافة إلى إرساء نظام اليقظة لظاهرة الهشاشة والإقصاء الاجتماعي.

 

هذه المواكبة التي يوفرها المركز لنزلائه والدعم الذي يقدمه لهم من أجل مساعدتهم على الخروج ومغادرة عالم الشارع للأبد، جعلت منه مؤسسة للاندماج الاجتماعي بالدرجة الأولى، وفضاء للحياة وتطوير الذات وفرصة لهؤلاء النزلاء لإعادة بناء ذواتهم، والتخلص من التشرد بشكل نهائي.

 

وقد خضع مركز وادي أمليل للأشخاص بدون مأوى، الذي شيد في البداية لإيواء حوالي 44 شخصا، لأعمال توسعة وتأهيل كبيرة سنة 2022، بتمويل يبلغ 1.300.000،00 درهم، بمساهمة من المبادرة الوطنية للتنمية، حيث عرفت البناية اصلاحا شاملا مع تجهيزها بأحدث التجهيزات.

 

وبذلك يعتبر مركز وادي أمليل للأشخاص بدون مأوى علامة بارزة وهامة في عمل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لفائدة المعوزين والفئات الهشة. إنه مشروع ذو أبعاد اجتماعية كبيرة، وأحد أعظم وأهم إنجازات المبادرة بإقليم تازة.

 

إن إحداث مثل هذه المؤسسات ذات الأثر الاجتماعي القوي في مختلف مدن المملكة أمر مرغوب فيه من قبل الجميع. لأنهم علاوة على خدماتها الطبية والاجتماعية الحيوية، فإنها تشارك وتساهم في خلق قيمة إنسانية واجتماعية مضافة حقيقية.

الوطنية بريس محمد حارص

Please follow and like us:
Pin Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

RSS
Follow by Email