الوطنية بريس

يعتبر محمد بن محمد بن ادريس عسلاوي أحد اقدم المعمرين بحي سيدي بابا بمكناس، حيث سخر حياته التي امتدت على مدى 102 سنة للعمل في طهي الخبز بالفرن التقليدي.

انطلقت حكاية محمد بن دريس عسلاوي، مع الفران التقليدي وطهي الخبز منذ 66 سنة، حينما اشترى بقعة أرضية من الضومين لينشئ بها فرنا.

وهب الرجل حياته لحرف أمن بها فقرر الا يبني مساره ويخط قصته معها بخط يده، في الفران الذي شهد انطلاقة بندريس مع الحرفة سنة 1956،كان يتكلف بجميع مراحل إعداد الخبز بنفسه إلى أن يقدم للزبناء الذين كان يصل عددهم إلى 200 شخصا يوميا.

 

لم يكن لدى محمد عسلاوي اي وسيلة لكي يميز هذا الكم الهائل من الأشخاص سوى ذكاءه، فقد كان الرجل يتعامل مع الأمر بما يشبه الفصل الدراسي وفق تعبيره.

 

يقول في هذا الصدد “أميز خبز الزبناء بطريقة ذكية كأنني في فصل دراسي مطالب بحفظ الدروس، فقد كنت أميز خبز الزبناء بتلك الثقب التي أضعها كما اركز بشكل كبير حتى لا أقع في خلط” .

 

امتلك محمد الذي انتقل من مولاي إدريس إلى مدينة مكناس فران النوالة حيث كان يقطن بجامع الزيتونة، ثم انشأ فرانا آخر لقداماء المحاربين بحي سيدي بابا ويطلق عليه كذلك اسم فران كمباطا.

 

اشترى محمد بن محمد بن ادريس المغرم بالفران التقليدي أرضا بالديور الجداد و بنى فيها فرنا ، حيث بقي الفران لمدة 62 سنة إلى يومنا هذا ،وهو لا يزال مشرفا عليه رغم تقدمه في السن، حيث يحرص على آداء أجور العاملين والوقوف على تفاصيل سير العمل.

 

يعود المتحدث إلى بداياته فيقول “بحي سيدي بابا كان هناك 7 فرارن منها من كان بديور جداد ومنه من كان بالدوار أما الآن فبقي اثنان فقط، حيث كانت الخبزة الواحدة تباع بصولدي الواحد(ماعرفت به العملة في تلك الفترة) ثم باثنان ثم 5 صولدي ، ثم الفرانك و2 فراك ثم نصف ريال وهكذا إلى أن أصبحت اليوم 14 ريال”.

 

وعن ظروف الحرفة، يقول محمد بن محمد بن ادريس عسلاوي في حوار صحفي مع صحيفة الوطنية بريس (الحرفة تراجعت نتيجة تغير الأوضاع الاجتماعية ونمط العيش والتفكير).

 

يشرح المتحدث ويقول ” في البداية كنت أشتغل لوحدي ثم أضفت عاملا وثاني وثال حتى أصبحوا أربعة ،لكن منذ10 سنوات أصبحت الوضعية تتراجع إلى الوراء بحكم تغير نمط عيش المواطنين حيث الأسر أصبحت تقوم بتهيئ الخبز بنفسها أوتشتري من المحلات البيع….. الآن لا زلت أقوم بنفس النشا حيث أقطع الحطب وأشتريه وأقوم بإعداد للإستعمال”.

 

محمد بن ادريس، أكد بأن تلك المراحل التي يتطلبها إعداد الخبز من قبيل تنقية الزرع وغسله وطحنه بالالة ليتم غربلته من طرف نساء قلة معدنهم في يومنا هذا.

 

محمد بن محمد بن دريس عسلاوي اليوم، بلغ من الكبر عتية وهو يقفل سنته 102 سنة لكنه لا يزال يقاوم ويتحرك ويحرص على الحفاظ على عاداته.

Please follow and like us:
Pin Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

RSS
Follow by Email