الوطنية بريس

ارتبطت الصورة الذهنية عن الأماكن المهجورة بـ”المنازل”، التي يتركها أهلها عادة لأسباب غامضة، إلا أنه من النادر “ذهنيا” أن تشمل “المهجورة” أماكن عامة كانت تعج بالحركة في أسواقها وأنحائها المتفرقة، لتتحول عبر الزمن إلى منطقة “سكون” تنام حاضرها وتبكي ماضيها.

سوق الخضر والفواكه بباب الجديد مكناس من أقدم وأعرق الأسواق بحيث كان يستقطب جل الفلاحين والتجار وكانت له مكانة عند ساكنة العاصمة الإسماعيلية وبعد تجديد بنايته بشكل غير لائق للتجار لم يعد له الإقبال وأصبح جل دكاكينه شبه مغلقة ومنها من أصبح سكن ومنها من أصبح مكان للخمور والدعارة.

لقد أصبحت جل دكاكين هدا السوق خالية تماما ومهملة بل وتحولت إلى مأوى لتعاطي المخدرات وبيعها، كما تحول إلى ملجأ مفضل للمجرمين والمنحرفين سلوكيا. “إن هذا السوق أصبح الآن الأنسب لبعض المراهقين، يجتمعون حوله ويدخلونه بشكل لافت وبالتالي فهو مصدر لمخاطر لا تحمد عقباها .

إن خطورة المكان باتت تهدد جمال البيئة، أما النفايات المتراكمة فحدث ولا حرج، وإبر المخدرات المنتشرة تبعث على الاشمئزاز، حيث تحول المكان إلى بؤرة للفساد والانحراف السلوكي من قبل الشبان والمراهقين، فضلا عن أنه أصبح مرتعا للمجرمين.

فجل المجتمع المدني ينبه المسؤولين ويستنجدون بالجهات الأمنية والمختصة لإيجاد حلول للمشكلات التي يواجهونها من خطر هذه المواقع وغيرها على أبنائهم وعلى أطفالهم حيث أن وضع هذا السوق جعل منه مكانا خطيرا ومخيفا.

ينادي البعض بفكرة إعادة تأهيل سوق الخضر والفواكه بباب الجديد من جديد فكرة، في حين يرى البعض الآخر أنها فكرة غير مجدية استثماريا بحكم فشلها، حيث يقترحون استغلال موقعها بما يعود على أهل الحي بالفائدة أيا كان ذلك.، وبين هدا وداك فمدبرو الشأن المحلي بمكناس مطالبين بوضع خطط تنموي تستهدف النهوض بمثل هده الأسواق وتحويل من دائرة العبء إلى دائرة الإنتاج .

Please follow and like us:
Pin Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

RSS
Follow by Email