نافذة: منصات التواصل الاجتماعي وأثرها على حياة المجتمع

بقلم/ حميد عسلاوي
في عصر الثورة الرقمية، أصبحت منصات التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياة الأفراد والمجتمعات. تلعب هذه المنصات دورًا محوريًا في تشكيل الأفكار، نشر المعلومات، وتعزيز التواصل بين الناس. ومع توسع استخدامها عالميًا، بات تأثيرها يمتد إلى مختلف جوانب الحياة الاجتماعية، الاقتصادية، والثقافية.
وتلعب منصات التواصل الاجتماعي دورا ايجايبا في تعزيز التواصل والتقارب الاجتماعي من خلال المنصات مثل فيسبوك، إنستغرام، وواتساب التي تيسر أمر التواصل بين الأفراد، بغض النظر عن المسافات الجغرافية القريبة أو البعيدة، وهي التي تُمكّن المغتربين من البقاء على اتصال بأسرهم ومجتمعاتهم.
كما تتيح هذه المنصات الوصول إلى مصادر معلومات متنوعة، مما يعزز الوعي العام بقضايا مثل الصحة، البيئة، والحقوق، و تسهم في نشر التعليم عبر المحتوى التعليمي المتاح مجانًا على منصات مثل يوتيوب، و تدعم ريادة الأعمال من خلال الترويج للمنتجات والخدمات عبر الإعلانات الرقمية، و تُتيح للأفراد فرص العمل عن بُعد أو الترويج لمشاريعهم الصغيرة، كما تُعتبر منصات التواصل أداة قوية للتعبير عن الرأي العام، مما يُعزز الديمقراطية، و تُساهم في تنظيم حملات اجتماعية وسياسية تهدف إلى إحداث تغييرات إيجابية.
أيضا، تُستخدم هذه المنصات لجمع التبرعات وتنظيم حملات الإغاثة في حالات الكوارث.
إلا أن هناك تحديات و سلبيات مرتبطة بمنصات التواصل الاجتماعي، مثل الانتشار السريع للمعلومات المضللة، إذ تُشكل الأخبار الزائفة والمعلومات المغلوطة تحديًا كبيرًا، حيث تؤثر على الرأي العام وقد تؤدي إلى اتخاذ قرارات خاطئة، كما أن الاستخدام المفرط لهذه المنصات قد يؤدي إلى الشعور بالعزلة، القلق، والاكتئاب، خصوصًا بين الشباب. أيضا المقارنات الاجتماعية الناتجة عن متابعة حياة الآخرين قد تسبب الإحباط وعدم الرضا. و تُعرض هذه المنصات البيانات الشخصية للمستخدمين للخطر في حال غياب الإجراءات الأمنية المناسبة.
والأخطر من هذا كله، أنها قد تؤدي إلى طمس الهوية الثقافية بسبب الانفتاح على ثقافات أخرى بطريقة غير متوازنة، و نشر أنماط حياة غير واقعية قد تؤثر على القيم الاجتماعية.